زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
في كل موسم حصاد تقليدي يزورك عشق البوادي، وعشق رائحة غبار الزرع، والسنابل الملأى تواضعا، لتبعث فيك روح التجدد والبعث، واساطير الانبعاث التي اشتغل عليها رواد الشعر الحديث والمعاصر،فستحضر من حين لحين ما قرأته اوما سمعته عن العشق في نسج اشعار الغجريات، وعن شعر النساء، في الأدب القديم رغم قلته، وقلة تداوله احتشاما، من تغزل النساء بالرجال حيث تزرعن في سنوات الخصب سنابِلَ عشق لعجاف الزمان .
موسم الحصاد في زمن المكننة تحول من عشق الصمت، والكلام العذب لتخفيف التعب إلى هدير للآلات ،وتحول العيش من سد الرمق بالبسيط ،الى الطمع في الاكتناز والاستثمار، ولم تعد حبة القمح خصبا لتجدد الحياة وإطعام الجوعى، بل اصبحت خصبا للاستثمار، والحقل تحول من زرع العيش البسيط، الى زرع ضيعات الإنماء والنماء، فتحول كل شيء وجمدت الكلمات في زمن شعري، لم تعد للآذان أوقات للاستمتاع به، فضاعت الكثير من القيم، وضاعت أجيال وبقيت تحت ظل التأسف على زمن مضى وعلى كلام عذب انتهى.